جدول المحتويات
مقدمة
ولتر ميرش (Walter Murch) هو أحد أعظم المحررين ومهندسي الصوت في تاريخ السينما، حائز على جوائز أوسكار، وشارك في تحرير أفلام مثل The Godfather وApocalypse Now.
في كتابه The Blink of an Eye، قدّم ميرش ما يُعرف بـ قاعدة الستة، وهي نظرية تساعد المحررين على اتخاذ قرارات المونتاج المثالية بناءً على ستة معايير مرتبة حسب الأولوية.

ما هي قاعدة الستة في المونتاج؟
قاعدة الستة هي مجموعة من المبادئ التي تُساعد المحررين على اتخاذ قرارات قص المشاهد بشكل فعّال.
هذه القاعدة توازن بين العناصر العاطفية والفنية والبصرية للمشهد، وتضعها في ترتيب يساعد على تقديم تجربة مشاهدة قوية ومؤثرة.
المعايير الستة للمونتاج الناجح
1. العاطفة (Emotion) – 51٪
يجب أن يُعبّر القطع عن الشعور الصحيح في اللحظة المناسبة.
العاطفة هي العامل الأهم، لأنها ما يبقى في ذهن المشاهد بعد انتهاء الفيلم.
2. تطور القصة (Story) – 23٪
كل قطعة مونتاج يجب أن تُسهم في دفع السرد للأمام، بشكل منطقي ومتسلسل، دون تشتيت أو تباطؤ.
3. الإيقاع (Rhythm) – 10٪
القطع يجب أن يحدث في توقيت إيقاعي مناسب، ينسجم مع تدفق المشهد، سواء من حيث الحركة أو الموسيقى أو الأداء.
4. تتبع العين (Eye-trace) – 7٪
يُراعي القطع حركة عين المشاهد داخل الإطار، بحيث يتم توجيه الانتباه إلى المكان المناسب دون تشويش بصري.
5. سلامة الشاشة ثنائية الأبعاد (Two-dimensional plane) – 5٪
يتعلق بجماليات الكادر واحترام القواعد البصرية مثل خط النظر وخط المسرح، وهو ما يضمن وضوحًا بصريًا للمشهد.
مثل قاعدة ١٨٠ اللى سبق ايضاحها
6. الاستمرارية ثلاثية الأبعاد (Three-dimensional space) – 4٪
يتضمن الحفاظ على مواقع الشخصيات والعناصر داخل الفضاء المكاني، بما يمنع التناقض بين اللقطات المتتالية.
كيف تُقرر ما الذي يجب التضحية به؟
عند اتخاذ قرار في لحظة مونتاج حرجة، يُنصح بالتضحية بالمعايير الأقل أهمية حسب الترتيب السابق.
مثلًا: إذا كانت إحدى اللقطات تنقل الشعور المطلوب، وتدفع القصة للأمام، وتملك إيقاعًا مناسبًا، حتى وإن أخلّت بالاستمرارية المكانية، فإنها تبقى هي الخيار الصحيح.
الجمهور، بطبيعته، يغفر الأخطاء التقنية الصغيرة إذا كانت العاطفة والقصة والإيقاع تعمل بتناغم.
لكن العكس ليس صحيحًا: الحفاظ على الاستمرارية البصرية دون عاطفة قوية أو سرد جذاب يجعل القطعة ضعيفة.
ترتيب الأولويات في المونتاج وفق قاعدة الستة
- لا تُضحِ بالعاطفة.
- لا تُضحِ بالقصة قبل الإيقاع.
- لا تُضحِ بالإيقاع قبل تتبع العين.
- لا تُضحِ بتتبع العين قبل سلامة الشاشة.
- لا تُضحِ بسلامة الشاشة قبل الاستمرارية ثلاثية الأبعاد.
خلاصة
قاعدة الستة تساعد المحررين على اتخاذ قرارات مونتاج فعّالة، ترتكز على التأثير العاطفي وسلاسة السرد البصري.
عندما يشعر المشاهد بما هو مطلوب، ويتفاعل مع قصة تسير بإيقاع منضبط، فإن التفاصيل التقنية تصبح أقل أهمية.
كلما ارتفع المعيار في القائمة، زادت أهميته في تشكيل تجربة مشاهدة قوية ومؤثرة.
للاستزادة